Thursday, June 21, 2007

مم أمبو .. هكذا أفضل كثيراً




مقالي الأول بجريدة الكرامة .


دعتني الصديقة بدر العبيدي للكتابة فلم استطع رفض الطلب ، و لبيت الدعوة .


آملاً أن تكون التجربة _ بالفعل _ ناجحة .. خاصة أنني لأول مرة أكتب مقالات بحس ساخر .. أو هكذا أظن .




( مم أمبو .. هكذا أفضل كثيراً )



بينما أحاول كتابة هذه الكلمات مجتهداً في مغازلة بنات أفكاري، وباحثاً عن ما يمكنني أن أملأ به هذه المساحة من الصفحة، إذا بصوت ابني الصغير يعلو باكياً. هو بصراحة لا يعلو، وإنما يستمر في علوه وارتفاعه الذي لم ينخفض منذ أن قررت حرمنا المصون فطامه من الرضاع.
وحين أدرك صغيرنا ما دبرناه له بليل، أصر علي أن يجعل ليلنا نهاراً وأن يرينا النجوم في عز الضهر.. وهو لا يقطع بكاءه ونحيبه علي فراق صدر أمه إلا لكي يردد كلمتين مهمتين جداً في قاموسه اللغوي البسيط، هاتان الكلمتان ــ إذا جاز لنا أن نطلق عليهما كلمتين ــ هما: مم وأمبو.. وهما علي الرغم من بساطتهما إلا أنه لا يستطيع الاستغناء عنهما وعن التعبير والصراخ بهما كل حين.لذلك وجدت نفسي منقاداً ومجروراً إلي قاموسه الفصيح والمعبر جداً لأتفحص كلمتيه المعبرتين وأربطهما ــ إذا سمحتم لي بربطهما ــ بحياتنا ومعيشتنا اليوم.. تلفت حولي ونظرت إلي أحوال البلاد والعباد، فوجدت أن دعاة التنوير والعدل والديمقراطية والكرامة......الخ، ينادون علي جمهور لا يبالي بالنداء ولا بالمنادين، مثل عدم اهتمامه من قريب أو بعيد بما تقوله له الحكومة وما تسوقه له من أحلام هي للأوهام أقرب. جمهور يشبه صغيري إلي حد كبير، لا يمل من البكاء والنحيب ويسب ويلعن أبو حكامه وأمهم وابنهم وعيلتهم كلها، لكنه لا يفعل أكثر من السعي وراء المم والأمبو.وفي صراعها مع الصغير تشاغله زوجتي وتلهيه بأساليب تتفنن في ابتداعها وابتكارها، لكنها أبداً لن تعطيه ما يريد ويطلب. أتأمل حركاتها وألاعيبها فألاحظ ــ ربما ــ للمرة الأولي منذ زواجنا السعيد أنها تشبه كثيراً وزراءنا المباركين المقيمين علي صفحات جرائدنا القومية اليومية.. وأضبط نفسي ــ كذلك ــ متلبساً وأنا أتعامل مع قضية بكاء طفلنا العزيز وطلبه للمم والأمبو، كما يتعامل أعضاء برلماننا الموقر (من القار) سليل عائلة سيد بيه قراره.. وهكذا ظللنا في شجار ونقار (أنا وزوجتي) في وصلة من الأخذ والرد متجاهلين الطفل الذي ولأول مرة يخفت صوت بكائه وتجف دمعته.. ثم يصمت. يخيم السكون علي الحجرة ونتحول بالنظر إليه لنجده مبتسماً وواضعاً كفاً علي أوراقي وممسكاً قلمي بكفه الأخري. ضحكنا من منظره هكذا، وأشفقت علي سطوري القليلة من التمزيق، فحاولت أن ألاطفه وأسحب ممتلكاتي من بين قبضته النونو. لكنه استكبر وأبي وتمسك بغنيمته صارخاً في وجهي: مم.. أمبو.. قلت له: والله عندك حق، أنا هاكتب عليها (مم.. أمبو).. وهكذا وفيت للصغير وعدي له، لعله يتذكر عندما يكبر أنني وفيت يوماً ما وعداً وعدته به.

Monday, June 18, 2007

نحن .. و مدننا التي أهملتنا

قصيدة للشاعر الجميل أحمد عبد المعطي حجازي
أثرت في كثيراً و أدين لها _ و له _ بالكثير
هذا أنا
وهذه مدينتي
عند انتصاف الليل
رحابه الميدان والجدران تل
تبين ثم تختفي وراء تل
وريقة في الريح دارت
ثم حطت
ثم ضاعت في الد روب
ظل يذوب
يمتد ظل
وعين مصباح فضولي ممل
دست ُ على شعاعه لما مررت
وجاش وجداني بمقطع حزين
بدأته ... ثم سكت
من أنت يا ... من أنت ؟
الحارس الغبي لا يعي حكايتي
لقد طردت اليوم
من غرفتي وصرت ضائعا بدون اسم
هذا أنا
وهذه مدينتي!

Sunday, June 17, 2007

إهداء .. لم يفت أوانه بعد




إلى الشاعر الجميل

أحمد عبد المعطي حجازي
أهديت له قصتي ( نورس وحيد بجناحين من ورق ) ح
و عندما فازت بجائزة نادي القصة ، تفاءلت بها و أسميت مجموعتي القصصية باسمها
و عندما فازت المجموعة بجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة أهديت المجموعة إليه

لكنهم في كل مرة يطبعون القصة أو المجموعة ، يسقطون _ سهواً ربما _ الإهداء الذي كتبته له

اليوم ، و على صدر مدونتي أكتب الإهداء كما أشاء
بيدي .. لا بيد أحد

( نورس وحيد بجناحين من ورق )

بعض من فيض إبداعك يا سيدي